قرحة المعدة هي تآكل أو تلف في جدار المعدة بسبب تأثيرات الأحماض المعدية. تحدث هذه القرحة نتيجة لعدة عوامل، منها الإصابة بالبكتيريا الحلزونية (H. pylori) أو تناول الأدوية المضادة للالتهابات (NSAIDs) لفترات طويلة. سنستعرض في هذا المقال الأعراض الشائعة لهذه الحالة، أهم التحاليل لتشخيصها، وأبرز المضاعفات التي قد تنجم عنها إذا لم يتم علاجها بشكل مناسب.
1. الأعراض:
تشمل أعراض قرحة المعدة ما يلي:
• ألم في المعدة: غالبًا ما يشعر الشخص بألم حارق أو شعور بالامتلاء في الجزء العلوي من البطن. قد يكون الألم متمركزًا في منطقة ما بين السرة والضلع السفلي، وقد يزداد سوءًا بعد تناول الطعام أو على الريق.
• عسر الهضم: يعاني العديد من المصابين من الشعور بالامتلاء أو الانتفاخ بعد تناول الطعام.
• الغثيان والقيء: يمكن أن يسبب تلف جدار المعدة شعورًا بالغثيان وقد يؤدي إلى القيء في بعض الحالات.
• فقدان الشهية: قد يعاني بعض الأشخاص من فقدان الشهية للطعام نتيجة الألم والتهيج في المعدة.
• البراز الأسود أو القطراني: في حالة حدوث نزيف داخل المعدة، قد يتحول البراز إلى اللون الأسود القاتم نتيجة لوجود دم مهضوم.
2. التحاليل:
لتشخيص قرحة المعدة وتحديد السبب الرئيسي وراءها، يتم اللجوء إلى مجموعة من التحاليل والفحوصات:
• الفحص السريري: يقوم الطبيب بتقييم الأعراض والتاريخ الطبي للمريض.
• التنظير الهضمي (Endoscopy): يعد التنظير أحد الطرق الأكثر دقة في تشخيص قرحة المعدة. يتضمن إدخال أنبوب مرن مزود بكاميرا صغيرة داخل المعدة لمعاينة الجدار المعدي مباشرة.
• اختبار البكتيريا الحلزونية (H. pylori): يمكن إجراء اختبار الدم أو النفس أو البراز للكشف عن وجود البكتيريا الحلزونية التي تعد من الأسباب الرئيسية للقرحة.
• اختبار الحموضة: في بعض الحالات، قد يتم قياس مستويات الحموضة في المعدة لتحديد مستوى إفراز الأحماض.
3. المضاعفات:
إذا تُركت قرحة المعدة دون علاج، قد تحدث عدة مضاعفات خطيرة:
• النزيف المعدي: أحد المضاعفات الأكثر شيوعًا والذي يحدث عندما يتآكل الجدار المعدي بشكل عميق مما يؤدي إلى نزيف داخلي. يمكن أن يظهر النزيف على شكل قيء دموي أو براز أسود.
• تمزق المعدة: إذا كانت القرحة كبيرة أو عميقة، قد تتسبب في تمزق جدار المعدة مما يشكل حالة طارئة تتطلب تدخلًا جراحيًا فورًا.
• انسداد المعدة: يمكن أن تؤدي القرحة إلى انسداد في المسار الهضمي نتيجة للندبات أو التورم، مما يصعب مرور الطعام.
• السرطان: على الرغم من أن قرحة المعدة نفسها لا تعتبر سرطانًا، إلا أن وجود قرحة مزمنة لفترات طويلة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة في بعض الحالات.
4. العلاج:
يعتمد العلاج على السبب الرئيسي للقرحة. في حالة العدوى بالبكتيريا الحلزونية، يتم تناول المضادات الحيوية. إذا كانت القرحة ناتجة عن تناول الأدوية المضادة للالتهابات، يتم تقليل أو إيقاف استخدامها. بالإضافة إلى ذلك، قد يُوصى باستخدام أدوية لتقليل إفراز الحموضة أو حماية بطانة المعدة.