ارتجاع المريء هو حالة مرضية تحدث عندما يرتد الحمض من المعدة إلى المريء، مما يتسبب في تهيج جدرانه. تعرف هذه الحالة أيضًا باسم “الارتجاع المعدي المريئي” أو “حموضة المعدة”. يرتبط ارتجاع المريء غالبًا بأعراض مزعجة ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح.
الأعراض
تتفاوت أعراض ارتجاع المريء من شخص لآخر، ولكن الأعراض الأكثر شيوعًا تشمل:
1. حرقة المعدة: شعور بحرقة مؤلمة في الصدر، عادةً بعد تناول الطعام أو عند الاستلقاء.
2. تكرار التجشؤ: الشعور بالامتلاء أو التجشؤ بشكل مفرط.
3. صعوبة البلع: الشعور بوجود شيء عالق في الحلق أو صعوبة في بلع الطعام.
4. سعال مزمن: خاصة في الليل أو عند الاستلقاء.
5. آلام في الصدر: قد تكون مشابهة لألم القلب ولكنها نتيجة لارتجاع الحمض.
6. التهاب الحنجرة: شعور بالحكة أو بحة في الصوت نتيجة لتهيج الحنجرة.
المضاعفات
إذا لم يتم علاج ارتجاع المريء بشكل مناسب، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل:
1. التهاب المريء: تهيج وتورم المريء نتيجة التعرض المستمر للأحماض.
2. قرحة المريء: قد تتشكل تقرحات في المريء بسبب تعرضه المستمر للحمض.
3. ضيق المريء: تضيق المريء بسبب تكون ندوب ناتجة عن التئام الأنسجة بعد تعرضها للحمض.
4. مضاعفات تنفسية: مثل السعال المزمن، الربو، أو التهاب الرئة نتيجة استنشاق الحمض.
5. مضاعفات سرطانية: يمكن أن يؤدي ارتجاع المريء المزمن إلى تغيرات في خلايا المريء، ما قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء، خصوصًا في حالة وجود ما يعرف بتغيرات باريت (Barrett’s Esophagus).
التحاليل والتشخيص
تشخيص ارتجاع المريء يعتمد على الأعراض السريرية والتاريخ المرضي للمريض، ويمكن أن تشمل الفحوصات التالية:
1. تنظير المريء (Endoscopy): يستخدم للكشف عن التهابات أو تقرحات في المريء أو أي تغيرات أخرى.
2. قياس الضغط المريئي (Manometry): يقيس قوة حركة المريء والعضلة العاصرة السفلى للمريء للتأكد من قدرتها على منع ارتجاع الحمض.
3. اختبار 24 ساعة لمراقبة الحمض (pH monitoring): يُستخدم لقياس مستوى الحمض في المريء وتحديد مدى تكرار الارتجاع.
4. الأشعة السينية باستخدام الباريوم: يمكن أن تُظهر أي تغييرات في شكل المريء أو معدة المريض نتيجة للارتجاع.
علاج ارتجاع المريء
يعتمد العلاج على شدة الأعراض والمضاعفات، ويمكن أن يشمل:
• الأدوية: مثل مضادات الحموضة، مثبطات مضخة البروتون (PPIs)، أو أدوية تمنع إفراز الحمض.
• تغيير نمط الحياة: يشمل تقليل تناول الأطعمة المهيجة، الحفاظ على وزن صحي، تجنب الأكل قبل النوم، ورفع الرأس أثناء النوم.
• الجراحة: في الحالات الشديدة أو عندما لا تساعد الأدوية، قد يكون العلاج الجراحي خيارًا لتقوية العضلة العاصرة للمريء.
الختام
ارتجاع المريء هو مشكلة صحية شائعة قد تؤثر بشكل كبير على نوعية حياة الأشخاص المصابين بها. من المهم تشخيص الحالة مبكرًا لتجنب المضاعفات الخطيرة، ويتطلب العلاج مزيجًا من الأدوية وتغيير نمط الحياة.