مقدمة
هرمون الذكورة، أو ما يُعرف علميًا بالتستوستيرون، يُعد من الهرمونات الأساسية التي تلعب دورًا محوريًا في صحة كل من الرجال والنساء، وإن كان تركيزه أعلى بكثير لدى الرجال. يُفرز هذا الهرمون بشكل رئيسي من الخصيتين عند الذكور، وبنسبة أقل من المبايض والغدد الكظرية لدى النساء. لا يقتصر دور التستوستيرون على تنظيم الصفات الجنسية الذكورية فحسب، بل يؤثر أيضًا على المزاج، الكتلة العضلية، توزيع الدهون، وصحة العظام. وأي خلل في مستوياته، سواء بالارتفاع أو الانخفاض، قد يؤدي إلى أعراض ومشاكل صحية تتفاوت في حدّتها وتأثيرها، مما يستدعي فهمًا دقيقًا لأسباب هذا الخلل، وطرق تشخيصه، وكيفية التعامل معه.
ما هو هرمون الذكورة؟
هرمون الذكورة أو التستوستيرون هو هرمون يُنتَج بشكل أساسي في الخصيتين عند الرجال، وبكميات أقل في المبايض والغدة الكظرية عند النساء. رغم أنه يُعرف بأنه “هرمون ذكوري”، إلا أن له وظائف مهمة لدى النساء أيضًا، مثل الحفاظ على صحة العظام، وتحفيز الرغبة الجنسية، ودعم بناء العضلات. لكن عندما يرتفع مستواه عن المعدلات الطبيعية لدى المرأة، فإنه قد يؤدي إلى عدد من المشكلات الصحية والجمالية.
المعدل الطبيعي لهرمون التستوستيرون لدى النساء
• يتراوح المعدل الطبيعي للتستوستيرون الكلي عند النساء ما بين 15 إلى 70 نانوغرام/ديسيلتر.
• التستوستيرون الحر (النشط): يتراوح ما بين 0.3 إلى 1.9 بيكوغرام/مل.
أهم التحاليل لتشخيص ارتفاع هرمون الذكورة عند النساء
1. تحليل التستوستيرون الكلي Total Testosterone
• يقيس كمية التستوستيرون المرتبط بالبروتينات في الدم.
2. تحليل التستوستيرون الحر Free Testosterone
• أكثر دقة لأنه يقيس التستوستيرون المتاح للاستخدام في الجسم.
3. تحليل DHEA-S
• ديهيدرو إيبي أندروستيرون، يُفرز من الغدة الكظرية، وهو مقدمة لهرمونات الذكورة.
4. تحليل الهرمونات الأخرى
• مثل LH و FSH (للتفرقة بين تكيس المبايض واضطرابات الغدة النخامية).
• SHBG (بروتين يرتبط بالتستوستيرون ويمنعه من العمل).
• تحليل الإنسولين (لوجود ارتباط بين مقاومة الإنسولين وارتفاع هرمونات الذكورة).
5. الأشعة التلفزيونية على المبايض
• للكشف عن تكيسات المبيض.
أسباب ارتفاع هرمون الذكورة عند النساء
1. متلازمة تكيس المبايض (PCOS)
• السبب الأكثر شيوعًا.
• تؤدي إلى خلل في التبويض وارتفاع الأندروجينات.
2. أورام في المبايض أو الغدة الكظرية
• قد تفرز كميات كبيرة من التستوستيرون.
3. فرط تنسج الغدة الكظرية الخلقي (CAH)
• اضطراب وراثي يؤدي إلى إنتاج مفرط لهرمونات الذكورة.
4. تناول مكملات أو أدوية هرمونية
• مثل المنشطات الرياضية أو الكورتيزون لفترة طويلة.
5. مقاومة الإنسولين والسمنة
• تؤدي إلى تحفيز المبايض لإفراز المزيد من التستوستيرون.
6. الضغط النفسي المزمن
• يرفع الكورتيزول مما قد يؤثر على التوازن الهرموني.
أعراض ارتفاع هرمون الذكورة عند النساء
• زيادة نمو الشعر في الوجه والجسم (الشعرانية).
• تساقط شعر الرأس بنمط ذكوري (من الأمام أو منتصف الرأس).
• حب الشباب والبشرة الدهنية.
• خشونة الصوت.
• كبر حجم الكتفين أو تضخم العضلات.
• اضطراب الدورة الشهرية أو انقطاعها.
• صعوبة في الحمل (العقم).
• زيادة الوزن خاصة في منطقة البطن.
• تغيرات في المزاج والرغبة الجنسية.
مضاعفات عدم علاج ارتفاع هرمون الذكورة عند النساء
• عقم دائم.
• مرض السكري من النوع الثاني.
• أمراض القلب.
• الاكتئاب والقلق.
• تضخم غير طبيعي في الأعضاء التناسلية الخارجية (في الحالات الشديدة).
ثانياً: انخفاض هرمون الذكورة عند الرجال
المعدل الطبيعي لهرمون التستوستيرون عند الرجال
• يتراوح ما بين 300 إلى 1000 نانوغرام/ديسيلتر.
• أقل من 300 يعتبر منخفضًا (Low T).
أهم التحاليل لتشخيص انخفاض التستوستيرون
1. تحليل التستوستيرون الكلي Total Testosterone
• يُفضل إجراؤه صباحًا (بين 7 – 10 صباحًا) لأنه يكون في أعلى مستوياته.
2. تحليل التستوستيرون الحر Free Testosterone
• ضروري لتأكيد التشخيص خصوصًا في الحالات الحدية.
3. تحليل LH و FSH
• يساعد في تحديد ما إذا كانت المشكلة في الخصيتين أو في الغدة النخامية.
4. تحليل البرولاكتين
• ارتفاعه قد يثبط إنتاج التستوستيرون.
5. تحليل TSH ووظائف الغدة الدرقية
• لأن اضطرابات الغدة قد تؤثر على التستوستيرون.
6. تحليل SHBG
• لتقدير كمية التستوستيرون المرتبط وغير المرتبط.
أسباب انخفاض هرمون الذكورة عند الرجال
أسباب أولية (من الخصيتين مباشرة):
• قصور الخصيتين الخلقي أو المكتسب.
• النكاف أو الإصابات في الخصية.
• أمراض مزمنة مثل السكري، الكبد، أو الكلى.
• العلاج الكيماوي أو الإشعاعي.
أسباب ثانوية (من الغدة النخامية أو تحت المهاد):
• أورام الغدة النخامية.
• اضطرابات في منطقة تحت المهاد.
• السمنة المفرطة.
• استخدام الستيرويدات أو المخدرات أو الكحول بكثرة.
• الإجهاد المزمن وقلة النوم.
أعراض انخفاض هرمون الذكورة عند الرجال
• انخفاض الرغبة الجنسية.
• ضعف الانتصاب.
• انخفاض عدد الحيوانات المنوية والعقم.
• الإرهاق المزمن وضعف النشاط البدني.
• فقدان الكتلة العضلية وزيادة الدهون.
• تقلبات المزاج والاكتئاب.
• ضعف التركيز والذاكرة.
• هشاشة العظام أو آلام المفاصل.
• تضخم الثديين (التثدي).
مضاعفات انخفاض التستوستيرون دون علاج
• مشاكل في الإنجاب.
• هشاشة العظام والكسور.
• فقدان كتلة العضلات.
• اضطرابات المزاج والسلوك.
• تراجع في جودة الحياة.
الفرق بين الحالات الطبيعية والمرضية
• انخفاض التستوستيرون مع التقدم في العمر (انخفاض تدريجي طبيعي) يختلف عن الانخفاض المرضي المفاجئ أو الشديد.
• كذلك، النساء يمتلكن مستويات منخفضة من التستوستيرون طبيعيًا، ولكن ارتفاعه بشكل غير طبيعي يستوجب التدخل.
العلاج
عند النساء (لعلاج ارتفاع التستوستيرون):
1. حبوب منع الحمل المركبة
• تنظم الدورة وتخفض الأندروجينات.
2. مضادات الأندروجين مثل سبيرونولاكتون
• تقلل تأثير التستوستيرون على الجسم.
3. الميتفورمين
• خصوصًا في حالات تكيس المبايض المصحوبة بمقاومة الإنسولين.
4. تغييرات نمط الحياة
• إنقاص الوزن، الرياضة، تقليل الكربوهيدرات.
5. الجراحة
• في حالات نادرة مثل الأورام.
عند الرجال (لعلاج انخفاض التستوستيرون):
1. العلاج التعويضي بالتستوستيرون (TRT)
• على شكل حقن أو لصقات أو جل.
2. علاج السبب الأساسي
• مثل خفض البرولاكتين أو معالجة الأورام.
3. تغييرات نمط الحياة
• النوم الجيد، خسارة الوزن، تقليل الكحول.
4. أدوية محفزة لإنتاج التستوستيرون
• مثل HCG في حالات الرغبة بالحفاظ على الخصوبة.
متى يجب استشارة الطبيب؟
• عند ظهور أعراض غير معتادة.
• اضطرابات في الدورة أو ضعف جنسي.
• تساقط الشعر المفرط أو نمو الشعر غير الطبيعي.
• تغيرات في المزاج أو الطاقة البدنية.
• صعوبات في الإنجاب.
الختام
هرمون التستوستيرون ليس حكرًا على الرجال، كما أن انخفاضه ليس فقط علامة على تقدم العمر. الوعي باضطراباته لدى الجنسين مهم للكشف المبكر والعلاج. عند النساء، فإن ارتفاعه يؤثر على الشكل والوظائف الهرمونية. أما عند الرجال، فإن انخفاضه يهدد الصحة الجنسية والبدنية والنفسية. الفحص الدوري والتحاليل المناسبة هما خط الدفاع الأول للوقاية والعلاج