مقدمة
يعد التهاب بصيلات الشعر واحدًا من أكثر حالات الجلد شيوعًا التي تؤثر في البصيلات وبدورها في أجزاء مختلفة من جسم الإنسان. قد يكون التهاب بصيلات ا لشعر بسيطًا في بعض الحالات، كما قد يكون مرضًا يتسبب في مضاعفات صحية بنفس الوقت عندما لا يتم علاجه صحيحًا. قد تشمل أعراض التهاب بصيلات الشعر من إصابة البثور إلى قرح مؤلمة، لذلك فإن التشخيص والعلاج يعتبر أمرًا ضروريًا للتقليل من مدى تأثيرها على الصحة العقلية والجسدية. تتأثر انتشار هذه الحالة بعوامل كثيرة، منها العرق الزائد أو التعرض للجروح أو التنظيف السيء أو التعرض المتكرر. من الجدير بالذكر ان العديد من الكائنات الدقيقة قد تكون السبب في الالتهاب.
تعريف التهاب بصيلات الشعر
التهاب بصيلات الشعر هو حالة التهابية تؤثر بشكل رئيسي على الجذور أو بصيلات الشعر، حيث تتجمع البكتيريا أو الفطريات في هذه البصيلات مما يؤدي إلى ظهور التهاب في الجلد المحيط بها. يمكن أن يحدث الالتهاب في أي منطقة من الجسم، لكن غالبًا ما يُلاحظ في مناطق تمتلك عددًا كبيرًا من الغدد العرقية مثل الوجه والرقبة والظهر والساقين. تتراوح شدة الالتهاب بين خفيفة ومزمنة، حيث قد تعاني بعض الحالات من ظهور نقاط محمرة صغيرة تستقر وتتطور إلى بثور قد تفور وتسبب ألمًا شديدًا.
يُعتبر الالتهاب كرد فعل دفاعي من الجسم تجاه العدوى أو الإصابات البسيطة التي تحدث في بصيلات الشعر؛ فحينما تتعرض هذه البصيلات لأي ضرر أو تدخل خارجي، يستجيب الجهاز المناعي عن طريق إرسال خلايا الدم البيضاء لمحاربة المسببات، مما يؤدي إلى حدوث التهاب وحكة وألم في المنطقة المصابة.
الأسباب والعوامل المسببة لالتهاب بصيلات الشعر
يمكن تقسيم مسببات التهاب بصيلات الشعر إلى عدة أقسام تشمل العوامل الجرثومية، الفطرية، والعوامل الميكانيكية والفيزيائية:
1. العوامل الجرثومية
أ. البكتيريا
تُعتبر البكتيريا، وخاصة المكورات العنقودية (Staphylococcus aureus)، السبب الرئيسي في كثير من حالات التهاب بصيلات الشعر. عندما تخترق هذه البكتيريا الغشاء الواقي للجلد أو يتم نقلها بواسطة أدوات غير معقمة، يمكنها التراكم في بصيلات الشعر والتسبب في التهاب موضعي يتراوح بين البسيط والمزمن. تنتشر العدوى البكتيرية بسرعة خاصةً في البيئات الدافئة والرطبة، مما يجعلها شائعة بين الأشخاص الذين يمارسون الرياضة أو يعيشون في مناخات حارة.
ب. الفيروسات
على الرغم من قلة حالات الالتهاب التي تسببها الفيروسات، إلا أن بعض الحالات النادرة من التهاب بصيلات الشعر يمكن أن تكون نتيجة لعدوى فيروسية. عادةً ما تكون هذه الحالات مرتبطة بانخفاض القدرة المناعية لدى المريض مما يسمح للفيروسات بالتحكم في بصيلات الشعر.
2. العوامل الفطرية
تُعد الفطريات من العوامل الهامة التي تسبب التهاب بصيلات الشعر، خاصةً عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف القدرة المناعية أو من أمراض جلدية مزمنة. الأنواع المختلفة للفطريات قد تسبب حالات مختلفة من التهاب بصيلات الشعر، وتحتاج عادةً إلى تشخيص دقيق قبل بدء العلاج المناسب. يُلاحظ أن الالتهاب الفطري يكون شديداً في بعض الحالات، مما يستوجب الالتزام بنظام علاجي طويل المدى لتجنب المضاعفات.
3. العوامل الفيزيائية والميكانيكية
أ. الاحتكاك والتعرّض الميكانيكي
يعتبر الاحتكاك المتكرر بالجلد نتيجة للملابس الضيقة أو الإحتكاك المتواصل أثناء ممارسة النشاط البدني من الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى تلف بصيلات الشعر. عند تكرار هذه الإصابات الصغيرة، يُسهّل ذلك على الميكروبات اختراق الجلد والتسبب في الالتهاب.
ب. التعرض للمواد الكيميائية
قد يؤدي التعرض المفرط للمواد الكيميائية، سواء كانت موجودة في مستحضرات العناية بالبشرة أو منتجات التجميل أو حتى بعض المواد الصناعية، إلى تهيج بصيلات الشعر. يمكن أن يتسبب هذا التهيج في تكسير الغشاء الواقي للجلد ويسمح بدخول الجراثيم مما يؤدي إلى ظهور الالتهاب في موقع تعرض الشعر للمواد الكيميائية.
ج. الحرارة والتعرق المفرط
تساهم الظروف البيئية الحارة والرطبة في زيادة إفراز العرق، والذي يمكن أن يسبب انسدادًا في بصيلات الشعر إذا لم يتم تنظيف الجلد بشكل منتظم. يعمل العرق كبيئة مناسبة لتكاثر البكتيريا والفطريات، مما يرفع من خطر الإصابة بالتهاب بصيلات الشعر.