مقدمة
تُعد البروستاتا واحدة من أكثر الغدد التي تثير القلق لدى الرجال مع التقدم في العمر، نظراََ لارتباطها ب مشكلتين طبيتين شائعتين: تضخم البروستاتا الحميد (BPH) و سرطان البروستاتا. وعلى الرغم من أن كليهما يصيبان نفس العضو وقد يشتركان في بعض الأعراض، فإن الاختلاف بينهما كبير من حيث التأثير، وطبيعة المرض، والعلاج، والمضاعفات.
هذا المقال يُقدّم نظرة علمية دقيقة تُساعدك على فهم الفروق الجوهرية، وآلية التشخيص، والحقائق المهمة، بالإضافة إلى تصحيح بعض الشائعات الشائعة.
ما هي البروستاتا؟
البروستاتا غدة صغيرة بحجم حبة الجوز تقع أسفل المثانة وأمام المستقيم، وتحيط بالإحليل (مجرى البول).
وظيفتها الأساسية:
* إنتاج سائل يُغذي الحيوانات المنوية.
* المساهمة في تكوين السائل المنوي.
* المساعدة في عملية القذف.
مع تقدم العمر، تبدأ البروستاتا في التغيير سواء بزيادة الحجم أو بتطور خلايا غير طبيعية، مما يؤدي إلى ظهور الأمراض الشائعة مثل تضخم البروستاتا الحميد أو سرطان البروستاتا.
تعريف تضخم البروستاتا الحميد (BPH)
تضخم البروستاتا الحميد هو زيادة غير سرطانية في حجم البروستاتا تحدث غالباََ نتيجة التقدم في العمر.
لا يُعدّ سرطاناََ ولا يزيد بالضرورة من احتمالية الإصابة بالسرطان، لكنه قد يسبب أعراضاََ مزعجة نتيجة ضغطه على الإحليل والمثانة.
خصائص تضخم البروستاتا الحميد
* مرض غير سرطاني
* يظهر غالباََ عند الرجال فوق سن 45–50.
* ينمو تدريجياََ بمرور الوقت.
* يؤثر على التبول بشكل رئيسي.
تعريف سرطان البروستاتا
سرطان البروستاتا هو نمو غير طبيعي وخبيث لخلايا البروستاتا. وقد يكون بطيئًا في معظم الحالات، لكنه قد يتحول إلى سرطان عدواني ينتشر إلى العظام أو العقد اللمفاوية إذا لم يُكتشف مبكراََ.
خصائص سرطان البروستاتا
* مرض خبيث ناتج عن تكوّن خلايا سرطانية.
* قد يكون بطيء النمو أو سريع الانتشار.
* أكثر شيوعاََ بعد سن 55–60 .
* قد لا يُسبب أعراضاََ في مراحله المبكرة.
أعراض تضخم البروستاتا الحميد
تنتج الأعراض غالباََ عن الضغط الميكانيكي على الإحليل والمثانة:
أعراض شائعة:
* صعوبة بدء التبول.
* تدفّق بول ضعيف أو متقطع.
* الشعور بعدم إفراغ المثانة بالكامل.
* كثرة التبول، خاصة ليلًا (التبول الليلي).
* إلحاح بولي مع إمكانية حدوث تسرب.
* ألم خفيف أو انزعاج في منطقة الحوض أحياناََ.
ملاحظة:
هذه الأعراض ليست دليلًا على السرطان، لكنها تتشابه معه جزئيًا، ويجب تقييمها بالتحاليل الطبية.
أعراض سرطان البروستاتا
غالبًا ما يكون سرطان البروستاتا صامتًا في البداية. تظهر الأعراض عادة في المراحل المتقدمة.
أعراض محتملة:
* صعوبة في التبول شبيهة بتضخم البروستاتا.
* دم في البول أو السائل المنوي.
* ألم أثناء القذف.
* ألم في أسفل الظهر أو الحوض أو الورك (إذا انتشر السرطان).
* فقدان الوزن غير المبرر.
* ضعف جنسي أو انخفاض في الانتصاب.
* تورّم الساقين (إذا انتشر في العقد اللمفاوية).
أسباب تضخم البروستاتا الحميد
لا يوجد سبب واحد واضح، لكن هناك عوامل رئيسية:
أسباب رئيسية
1. التغيرات الهرمونية مع العمر
* انخفاض التستوستيرون.
* زيادة تأثير الإستروجين النسبي.
2. العامل الوراثي
3. نمط الحياة
* قلة الحركة.
* السمنة.
* العادات الغذائية السيئة.
4. التغيرات الطبيعية في نمو الخلايا
أسباب سرطان البروستاتا
يختلف عن أسباب تضخم البروستاتا لأنه سرطاني:
عوامل الخطر
1. وراثة (20–30% من الحالات)
2. العمر (الأكثر بعد 60 عاماََ)
3. السمنة وزيادة الدهون
4. الأصل العرقي (أعلى في ذوي البشرة السمراء)
5. التعرض للمواد الكيميائية
6. التدخين
7. التغذية الغنية بالدهون المصنعة.
التحاليل والفحوصات التي تكشف الفرق
1. اختبار PSA (مستضد البروستاتا النوعي)
اختبار دم يُقاس بالن ng/ml.
ارتفاعه قد يشير إلى:
* تضخم البروستاتا الحميد
* التهاب البروستاتا
* سرطان البروستاتا
لذا ليس تشخيصًا نهائيًا بحد ذاته.
2. الفحص السريري (Digital Rectal Exam – DRE)
يفحص الطبيب البروستاتا عبر المستقيم لتقييم:
* الحجم
* الملمس
* وجود كتل أو صلابة غير طبيعية
3. السونار أو الأشعة فوق الصوتية
تُستخدم لتقييم الحجم والشكل.
4. التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
خاص بالسرطان، يحدد شدة المرض ومرحلة الانتشار.
5. الخزعة (Biopsy)
هي الطريقة الوحيدة المؤكدة لتشخيص سرطان البروستاتا.
مضاعفات تضخم البروستاتا الحميد
على الرغم من أنه غير خطير، لكنه قد يؤدي إلى:
* احتباس البول المفاجئ.
* التهابات متكررة في المثانة.
* تكوّن الحصوات البولية.
* تضرّر المثانة.
* الفشل الكلوي في حالات نادرة وغير معالجة.
حادي عشر: مضاعفات سرطان البروستاتا
إذا لم يُعالج، فقد يؤدي إلى:
* انتشار السرطان إلى العظام.
* ألم شديد ومزمن.
* فقر دم.
* مشاكل بولية متقدمة.
* ضعف جنسي.
* فقدان الوزن والضعف العام.
* الوفاة في المراحل المتقدمة.
حقائق علمية مهمة عن البروستاتا
1. تضخم البروستاتا قد يتحول إلى سرطان
هما مرضان مختلفان تماماََ ولكن من الممكن التحول إلى سرطان في حال وجود عوامل خطر مثل التاريخ العائلي.
2. ليس كل ارتفاع في PSA يعني سرطان
بل قد يكون بسبب التهاب أو تضخم حميد.
3. سرطان البروستاتا من أكثر السرطانات بقاءً
معدلات الشفاء عالية جداََ عند الاكتشاف المبكر.
4. تضخم البروستاتا شائع للغاية
يصيب 50% من الرجال بعد سن 50 و 90% بعد سن 80.
5. الغذاء الصحي قد يقلل المخاطر
مثل الطماطم (الليكوبين)، السمك، الخضروات الخضراء.
6. نمط الحياة يؤثر على صحة البروستاتا
شائعات خاطئة حول البروستاتا
1. “إذا كان عندك تضخم بروستاتا فستصاب بالسرطان لاحقاََ”
خطأ: لا علاقة مباشرة بينهما.
2. “العلاقة الزوجية تسبب تضخم البروستاتا”
لا يوجد دليل علمي على ذلك.
3. “إذا لم أشعر بأعراض فليس لدي سرطان”
خطأ: سرطان البروستاتا قد يكون صامتاََ لسنوات.
4. “الامتناع الطويل عن التبول يسبب سرطان البروستاتا”
لا أساس علمي.
5. “الزنك أو الأعشاب تعالج سرطان البروستاتا”
يجب علاج السرطان تحت إشراف طبي متخصص فقط.
كيف تقلل من خطر الإصابة بأمراض البروستاتا؟
* ممارسة الرياضة بانتظام.
* تناول غذاء متوازن غني بالخضروات.
* تقليل الدهون الحيوانية.
* شرب الماء بكميات كافية.
* فحص دوري للرجال فوق سن 50.
* الإقلاع عن التدخين.
* المحافظة على وزن صحي.
الختام
إن فهم الفرق بين تضخم البروستاتا الحميد و سرطان البروستاتا يساعد الرجال على اتخاذ قرارات صحية واعية، والقيام بالفحوصات المناسبة في الوقت المناسب.
تذكّر أن معظم حالات سرطان البروستاتا قابلة للعلاج وخاصة عند اكتشافها مبكراََ، وأن تضخم البروستاتا الحميد يمكن التحكم فيه بسهولة.
إذا ظهرت لديك أي أعراض بولية أو كان لديك تاريخ عائلي، فاستشر طبيباََ مختصاََ لتقييم حالتك بدقة.
